هنا، في هذه المنطقة، في خضم الحماس الأوّلي، المؤكّد، الدائم. الذي يضع أجسادنا في اضطراب دائم (ومرحّب به)؛ من هذه اللحظات التي تتنوّع ما بين الحيرة، والخيبة، والنشوة، والرهبة، والإلهام ــ من هذه اللحظات فصاعداً، سنرى أنفسنا معروضين ونتخلّص من متاحف التقادم. وفي محاولة النهوض المطلقة الصدق، يعاد تشكيلنا بفرادة.
كيف نعوّض عن كلّ الساعات والسنوات والعقود التي ضاعت ونحن ننظر إلى حيواتنا عبر عدسة ،مستقبل نرثه باستمرار (غير معروف، لكنه ممكن ــ المستقبل ــ يا له من تطلعّ بسيط، ولكن يقمعه بوحشية القمع التسلطيّ والعسكريّ، وجيوش يخنقها التقادم.
لن نظل شباباً ولا يمكن التغلّب على الحروب كما لو كانت أمراضاً. بقايا الاحتلال تفسد الحميميّة البشريّة العاديّة والثروات تجمع على ظهور الفقراء والنفط الخام يشقّ طريقه في خطوط اصطناعية. وأجيال من العقائد والعقائد المضادة، تدفع المواطنين إلى العطب واليأس والهرب والبحث عن الحريّة، والتعلّم، والبحث عن المجتمع المدني، فيتدفقون إلى شوارع تمشي عليها أصلاً بلايين الأقدام التي تتوق إلى التحرّر.
ومهما كان الشعور بالحريّة المطلقة عابراً، في هذه الأزمان المستمرة، التي أصبحت معاصرة كما لم تكن من قبل (لأن هذه الـ ”نحن“ لم تكن من قبل معاصرة للحاضر كما هي الآن)، ستكون ، وكانت هناك، خسائر، لكن لن يكون هناك ندم؛ وهكذا نمضي قدماً وبثبات.
لحظات مثل لحظاتنا هذه يمكن أن تجمع في جسد كاميرا.
مشهد ليلي في دوار مختلط، أمازيغي-عربي. السيارة تتقدّم إلى الأمام
نص مفقود عن معروضة في متحف
فسحة في بستان زيتون. ريف شمال إفريقيا
فسحة في بستان زيتون. عبر باب السيارة
عناق في بستان زيتون ــ بعد الحصاد، قبل التحرّك
تحرّك بعد العناق
قائد عسكري يضحك متوتراً
تمارين تخمين في صف
عاملات فندق يتفقن على إشارات باليد
٩،٩٩٩ شخصاً في انتفاضة
سرعة أجسادنا وهي تتحول
[مع الشكر للشعب المغربي ولدار المأمون لتوفير السكن خلال هذه الفترة. كافة الصور من ريم القاضي]
[نشر هذا النص على ”جدلية“ باللغة الإنكليزية. وترجمه سنان أنطون]